![]() |
تفسير حديث إذا طهرَتِ الْبِدَعُ
ما مدى صحّة هذا الحديث : ( إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي فَعَلَى الْعَالِمِ أَنْ يُظْهِرَ عَلِمَهُ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ اجمعين ) ؟
الجواب : الحمد لله قال أبو بكر بن الخلال رحمه الله في "كتاب السنة" (787) : أَخْبَرَنِي حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْكرْمَانِيُّ ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَمَّادُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَيْصَمٍ ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ، وَسُبَّ أَصْحَابِي، فَعَلَى الْعَالِمِ أَنْ يُظْهِرَ عِلْمَهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) وهذا إسناد ضعيف لا يصح ، محمد بن هيصم مجهول ، لم يرو عنه إلا حماد بن المبارك . انظر "الجرح والتعديل" (8/ 117) . وحماد هذا مجهول أيضا . انظر : "ميزان الاعتدال" (1/599) . وقد تابع ابنَ هيصم محمدٌ بن عبد المجيد التميمي المفلوج ، قال الذهبي : " ضعفه محمد بن غالب تمتام ومن مناكيره ... " ثم ساق له هذا الحديث . "ميزان الاعتدال" (3/ 630) . وتابعه أيضا محمد بن عبد الرحمن بن رمل ، أخرجه ابن عساكر في تاريخه (54/80)، وابن رمل هذا مجهول لا يعرف ، ترجمه ابن عساكر ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا . وقال الشيخ الألباني رحمه الله : " وأخرجه الديلمي ( 1 / 1 / 66 ) من طريقين عن علي بن بندار : حدثنا محمد بن إسحاق الرملي حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم به . وهشام فيه ضعف ، والرملي لم أعرفه ، وابن بندار صوفي متهم عند محمد بن طاهر ، وضعفه غيره " انتهى من"سلسلة الأحاديث الضعيفة" (4 /15) . ورواه ابن ماجة (263) ، والبخاري في "التاريخ" (3/197) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/144) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/6) عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا، فَمَنْ كَتَمَ حَدِيثًا فَقَدْ كَتَمَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ) . قال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (1507) : " ضعيف جدا " . وذكر الشيخ حديث معاذ المتقدم في "الضعيفة" (1506)، وقال : " منكر " . والخلاصة : أن هذا الحديث لا يصح ، وقد أطلق عليه النكارة الحافظ الذهبي ، والشيخ الألباني ، رحمهما الله . ولا شك أن البدع لا تحارب بمثل العلم ، وما ظهرت البدع إلا بسبب الجهل وقلة العلم ، وكلما ظهر العلم وكثر العلماء : انقمعت البدعة وأهلها . ومتى ظهرت البدعة فعلى العالم إنكارها وإظهار ما عنده من العلم مما ينهى عنها. وقد قيل : "مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا، حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا " انتهى من "تفسير البغوي" (2/ 149) . والله تعالى أعلم . |
الساعة الآن 11:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2شركة عملاق
new notificatio by 9adq_ala7sas